أيّ محب للسينما لما يفكّر بـ “أفلام الإثارة”، أول اسم يخطر على باله هو اسم ألفريد هيتشكوك. أفلامه اللي ماحدّ يقدر ينافسها مليانة بالتحف اللي أثبت فيها أنّه ملك هذا النوع. واليوم، حان الوقت نتكلم عن واحدة من أعظم روائعه: “النافذة الخلفية” (Rear Window).
تحفة فنية بلا منازع
صدر الفيلم عام 1954، نفس العام اللي أصدر فيه هيتشكوك فيلم “الجريمة المثالية” (Perfect Crime) اللي ما ينسى. سيناريو الفيلم من تأليف جون مايكل هايز، اللي اشتغل مع هيتشكوك في 3 أفلام ثانية. يروي “النافذة الخلفية” قصة مصوّر محاصر على كرسي متحرك بعد حادث. الملل قاعد يقتله في البيت، وما عنده خيار غير يتجسس على جيرانه. وسوء حظّه بيوصله للاعتقاد أنّ جريمة قتل حصلت!
“النافذة الخلفية”: تحفة هيتشكوك
يُظهر هيتشكوك في فيلم “النافذة الخلفية” تحكُّمًا لا مثيل له في فنّ السرد السينمائي، حيث يربط هذا الميل الفطري للتجسس الموجود في كل إنسان ببناء قصة تشويق تأخذ العديد من الحريات مقارنة بقصة كورنيل وولريش القصيرة التي استوحى منها الفيلم. ما الفائدة من الحديث عن هذه التغييرات طالما أننا أمام أحد أفضل الأفلام في تاريخ السينما؟
لا شكّ أنّ الثنائي الرائع الذي شكّله جيمس ستيوارت وجريس كيلي الجميلة ضروري لِغَمْر المشاهد في القصة، ودفعه تقريبًا لوضع نفسه مكان بطل الرواية.
لكن ما يميز “النافذة الخلفية” حقًا هو عمل “ميزانسين” هيتشكوك، الذي يلعب بشكل مثالي مع المساحات المحدودة للمشاهد لخلق تصعيد درامي مُبْهِر.
يبدأ الفيلم بِخِفّةٍ مُعَيّنة، مع التركيز بشكل أكبر على العلاقة العاطفية بين الشخصيتين الرئيسيتين، ثمّ يتغيّر شيئًا فشيئًا ليصبح فيلم إثارة مُتَوَتّرًا يُظهر فيه هيتشكوك أنه لا يوجد أحد تقريبًا يعرف كيفية استخدام أهمية وجهة النظر بشكل أفضل. على الأقل بالتأكيد ليس في التقليد المتعدد لـ “النافذة الخلفية” الذي تمّ إصداره على مرّ السنين، مع اقتراب بريان دي بالما من تحقيق ذلك في فيلمه “جسد مزدوج”.